فصل: سنة تسع وثمانين ومئة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.الشيخ: نور الحق بن الشيخ: عبد الحق الدهلوي:

المذكور – تتلمذ على أبيه وولاه السلطان شاهجهان قضاء آكره فأدى هذا المنصب في نهاية الديانة والسداد له تصانيف كثيرة منها: ترجمة الصحيح للبخاري بالفارسية.
عاش تسعين سنة ومات سنة 1073 الهجرية.

.ملا: محمود الفارقي الجونفوري.

صاحب كتاب: شمس البازغة في الحكمة وكان علامة الإشراقين ونقاوة المشائين.
وجونفور: من بورب وهو ملك وسيع في الشرقي من دهلي عبارة عن ثلاث صوب أود: إله آباد وعظيم آباد تتلمذ ملا على جده الشيخ: شاه محمد المتوفي سنة 1032 وعلى أستاذ الملك الشيخ: محمد أفضل الجو نفوري وفرغ عن تحصيل العلوم وهو ابن سبع عشرة سنة.
له تصانيف شهيرة منها: الفرائد شرح الفوائد وعلق عليه حاشية أحسن فيها كل الإحسان روي أنه لم يصدر عنه في تمام العمر قول يرجع عنه وكان يجيب السائل إن كان خاطره حاضرا أو يقول: خاطري في هذا الوقت غير حاضر.
قال مؤلف الصبح الصادق – وهو من تلامذته-: رحل الشيخ إلى آكره ولقي آصف خان من أعاظم أمراء السلطان شاهجهان وكنت معه في هذا السفر ثم عاد إلى جونفور واشتغل بالتدريس. انتهى.
له: رسالة في أربعة أوراق بالفارسية في أقسام النسوان خالية عن الأمثلة لأن الفرس مغازلتهم بالأمارد لا بالخرائد.
توفي في سنة 1062، فحزن عليه أستاذه حزنا عظيما ولم يتبسم أربعين يوما ثم لحق بالتلميذ.
قال السيد آزاد: ولا ريب أنه لم يظهر في الهند مثل الفاروقيين أحدهما: في علم الحقائق وهو الشيخ: أحمد السهرندي والثاني: في العلوم الحكمية والأدبية وهو: ملا محمود – صاحب الترجمة-. انتهى.
ثم ذكر كلامه على مسألة الحدوث الدهري التي اخترعها: مير محمد باقر الاسترآبادي من الشمس البازغة.

.الشيخ: محمد أفضل الجونفوري:

كان أفضل فضلاء عصره وأمثل علماء دهره في العقليات والنقليات وكان حصورا تقيا حسن الخلق سليم المزاج مقيما لدولة العلم والتدريس هو وتلامذته بجو نفور أجلهم وأشرفهم: ملا محمود – المذكور – مات من حزن موت تلميذه المسطور في سنة 1062 – كما تقدم.
ملا: عبد الحكيم السيالكوئي الفنجابي.
نسبة إلى: بنجاب: معرب ببجاب وهو ملك وسيع في الغربي من دهلي عبارة عن صوبتين: لاهور وملتان.
ولد بسيالكوت: بلدة من توابع لاهور وقام في سن التمييز على طلب العلم وتتلمذ على ملا: كمال الدين الكشميري نزيلها الذي كان أستاذ المجدد السهرندي واشتغل بإفادة العلوم في عهد السلطان جهانكير ولما جلس ابنه شاهجهان على سرير المملكة وتصدى لترويج العلم والعلماء جاء ملا إلى سدته مرارا ووزنه السلطان مرتين في الميزان وأعطاه في كل مرة ستة آلاف من الربابي وأنعم عليه قرى متعددة بها كان يعيش ويدرس ويصنف حتى توفي في سنة 1097، ودفن ببلده.
له: حواشي تفسير البيضاوي ومقدمات التلويح والمطول والشريفية وشرح العقائد التفتازانية والعقائد الدوانية وحاشية على الخيالي وعلى شرح الشمسية وعلى عبد الغفور وعلى شرح المطالع والدرة الثمينة في إثبات الواجب تعالى والحواشي على هوامش شرح حكمة العين وعلى شرح هداية الحكمة للميبذي وعلى هوامش مراح الأرواح.

.الشيخ: عبد الرشيد الجونفوري الملقب: بشمس الحق.

تتلمذ على الشيخ: فضل الله اشتغل بالتدريس ثم أقبل على كتب الحقائق – سيما تصانيف ابن عربي – وأول كلامه على محامل حسنة ونأى بجانبه عن اختلاط الأمراء والأغنياء واستطلبه السلطان شاهجهان وأرسل إليه كتابا صحبة رسول مهذب فلبى ولم يخرج من زاوية العزلة حتى لقي الله – عز وجل – في تحريمة صلاة الفجر.
ولد سنة 1083 له تصانيف مفيدة:
منها: الرشيدية في المناظرة وزاد السالكين وشرح أسرار الخلوة لابن عربي والحواشي المتفرقة على: مختصر العضدي وعلى الكافية ومقصود الطالبين في الأوراد وديوان الشعر بالفارسية – عفا الله عنه.
مير: زاهد بن القاضي: محمد أسلم الهروي الكابلي.
ولد بالهند ونشأ بها وقرأ على أبيه وغيره من علماء الهند وكان ذا ذهن ثاقب وفكر صائب فسبق في التدقيق السابقين وتفرد في الحاضرين وانسلك إلى السلطان شاهجهان فجعله محرر وقائع كابل في سنة 1062، ولما تولى السلطان عالمكير ارتحل إلى معسكره فولاه احتساب عسكره سنة 1077، ثم طلب منه صدارة كابل فسلمها له فعاد إلى كابل وزين بها دست الإفادة ومتع الطلبة بالحسنى وزيادة.
له: حاشية شرح المواقف وشرح التهذيب للدواني وحاشية التصور والتصديق للقطب الرازي وحاشية شرح الهياكل.
قال آزاد: سألت أسلم خان – ابن الابن لمير محمد زاهد – عن عام وفاته؟ فقال: سنة 1100، ثم ذكر شيئا من تحقيقه في العلم وأنه من أي مقولة.

.القاضي: محمد أسلم والد: مير زاهد.

ولد بهرات وهو من أحفاد: خواجه كوهي من مشائخ خراسان دخل القاضي لاهور لطلب العلم وتتلمذ على الشيخ بهلول من صناديد العلماء بها ثم قصد السلطان جهانكير بآكره واعتنى السلطان بشأنه لكونه من قربى مولانا: كلان المحدث – أستاذ السلطان – وولاه قضاء كابل واشتهر بالتدين في أمور القضاء ثم ولاه قضاء عسكره ولما جلس شاهجهان قرره على القضاء وزاد عليه المنصب الهزاري واستمر على القضاء ثلاثين سنة في نهاية الديانة والأمانة وكان موردا للعنايات السلطانية إلى الغاية حتى وزنه السلطان في الميزان وجاء في كفته: ستة آلاف وخمسمائة من الربابي.
توفي سنة 1061 الهجرية ودفن بلاهور.

.مولانا: كلان هو: السبط لخواجه كوهي.

أخذ العلوم الدرسية بكمالها والحديث: عن ميرك شاه الشيرازي وصحب مشائخ كثيرة وحج ودخل الهند وتوفي بها سنة 983، وهو ابن مائة سنة ودفن بآكره وكان أستاذ جهانكير بن أكبر شاه وأخذ عنه الحديث جماعة كثيرة من أهل الهند وهو من شيوخ: علي القاري.
قال في المرقاة شرح المشكاة: إني قرأت بعض أحاديث المشكاة على مولانا الشهير: بمير كلان وهو قرأ على زبدة المحققين: ميرك شاه وهو على والده السيد السند: جمال الدين المحدث – صاحب روضة الأحباب – وهو على عمه السيد: أصيل الدين الشيرازي. انتهى.

.ملا: قطب الدين الشهيد السهالوي.

نسبة إلى قصبة سهالي: من أعمال لكهنؤ – وشيوخها فريقان:
فرق أنصاري.
وفريق عثماني ورياستها تتعلق بكليهما فملا: من الأنصار أخذ العلوم عن ملا: دانيال الجوراسي نسبة إلى جوراس: قصبة من بورب – وهو تلميذ ملا: عبد السلام الديوي – نسبة إلى ديوه: قصبة من بورب أيضا – وعن القاضي: كاشي وهو تلميذ محب الله الإله آبادي – صاحب رسالة التسوية في التصوف وشارح الفصوص بالفارسية – وكان الشيخ قطب الدين مقداما في العقليات والنقليات وإليه انتهى. رياسة العلم والتدريس في بورب وسلسلة تتلمذ أكثر علماء بورب وغيره تنتهي إليه هجم العثمانية ليلة على داره فقتلوه وأحرقوا داره فمات سنة 1103 له: حاشية على شرح العقائد الدوانية في غاية الدقة.

.السيد: قطب الدين الشمس آبادي:

أصله من سادات أميئهي – قصبة من قصبات بورب – رحل عنها إلى الشمس آباد – قصبة من توابع قنوج – وتوطن بها وهو قطب العلماء والمدار عليه للفضلاء.
تتلمذ على ملا: قطب الدين – المذكور – وغيره من أساتذة العصر ودرس إلى آخر العمر بشمس آباد.
تتلمذ عليه خلق كثير وكان من القانعين تمر الأيام ولا توقد في بيته نار ويقاسي الفاقات ولا يظهر الحاجات ويدرس طلق الوجه واللسان والحالة هذه وهذا مقام لا يثبت فيه إلا من رزق القوة من الله تعالى.
مات – رحمه الله – سنة 1121 الهجرية وهو ابن سبعين سنة.

.القاضي: محب الله البهاري:

نسبة إلى بهار: بكسر الموحدة بلدة عظيمة في شرقي بورب تعرف في القديم بالصوبة ثم أطلق ذلك على: بئنة والبلدتان متصلتان-.
ولد القاضي بموضع كره – من توابع محب على فور – وهي معمورة من مضافات بهار وعشيرة القاضي تعرف بملك والقاضي جاب ديار بورب وأخذ أوائل الكتب الدرسية من مواضع شتى ثم انقطع برمته إلى حوزة درس القطب الشمس آبادي فصار بحرا من العلوم وبدرا بين النجوم ورحل إلى الدكن ولازم السلطان عالمكير فولاه قضاء لكهنؤ ثم بعد مدة قضاء حيدر آباد – وهي دار الإمارة للديار الشرقية من دكن – ثم عزله ثم أمره بتعليم ابن ابنه: رفيع القدر بن محمد معظم ثم لما فوض عالمكير في آخر عمره حكومة كابل إلى ابنه: محمد معظم الملقب: بشاه عالم وسافر هو مع ابنه: رفيع القدر من الدكن إلى كابل صحبه القاضي ولما توفي عالمكير في الدكن سنة 1118، وانتهض شاه عالم من كابل إلى الديار الهندية أعطى القاضي منصبا جليلا وولاه صدارة ممالك الهند كلها ولقبه: بفاضل خان سنة 1119، فتوفي في هذه السنة.
ومن مؤلفاته: سلم العلوم في المنطق ومسلم الثبوت في أصول الفقه والجوهر الفرد في مسألة الجزء الذي لا يتجزأ وهذه الثلاثة: مقبولة متداولة في مدارس العلماء.

.الحافظ: أمان الله بن نور الله بن حسين البنارسي:

بلدة من بلاد بورب وهي معبد الهنود – حفظ القرآن وبرع في المعقول والمنقول وتبحر في الفروع والأصول.
له: كتاب المفسر في أصول الفقه وكتب عليه شرحا سماه: محكم الأصول وله حواش على تفسير البيضاوي والعضدي والتلويح والحاشية القديمة وشرح المواقف وحكمة العين وشرح عقائد الدواني والرشيدية في المناظرة.
وله: محاكمة بين مير باقر الإسترآبادي وملا محمود الجونفوري في مسألة الحدوث الدهري وكان متقلدا بصدارة لكهنؤ من قبل السلطان عالمكير وكان محب الله البهاري قاضيا بها وكانا يجتمعان وتجري بينهما مباحث علمية.
توفي في بنارس سنة 1133، ودفن بها.

.الشيخ: غلام نقشبند بن الشيخ: عطاء الله اللكهنوي:

تتلمذ على مير: محمد شفيع الدهلوي وهو على الشيخ: عطاء الله والد الشيخ: غلام نقشبند وفرغ من التحصيل على شيخ شيخه بير: محمد اللكهنوي وصار خليفة له ونفع خلقا كثيرا بالتدريس والتلقين ولاقاه شاه: عالم بن عالمكير فأكرمه وكان حاميا لحمى الشريعة الغراء وحارسا لبيضة الملة البيضاء.
توفي في سلخ رجب سنة 1126، ودفن بلكهنؤ.
له: تفسير لربع القرآن وحواشيه وتفسير بعض السور القرآنية وكتاب: فرقان الأنوار واللامعة العرشية في مسألة وحدة الوجود وشرح القصيدة الخزرجية في العروض وغيرها وهو أستاذ السيد: عبد الجليل البلكرامي جد مير: آزاد من جهة الأم – والله أعلم.

.الشيخ: أحمد المعروف: بملا جيون الصديقي الأميبهوي:

وجيون: بالهندية: الحياة حفظ القرآن وتنقل في قصبات بورب وأخذ العلوم الدرسية من علمائها وفرغ من التحصيل عند ملا: لطف الله الكوروي – وكوره: بضم الكاف: بلدة من نواحي بورب ثم رحل إلى السلطان عالمكير فأكرمه وراعى أدبه إلى الغاية وكذلك يحترمه شاه: عالم وغيره من أولاد السلطان وكان ذا حافظة قوية يقرأ عبارات الكتب الدرسية صفحة صفحة وورقة ورقة من غير أن ينظر في الكتاب وكان يحفظ قصيدة طويلة بسماع دفعة واحدة حج وعاد إلى الهند ودرس وألف.
وتوفي بدار السلطنة: دهلي سنة 1130، ونقل جسده إلى أميهي ودفن بها.
له: التفسير الأحمدي يختص بآيات الأحكام الفقيهة ونور الأنوار في شرح المنار في أصول الفقه على طريقة الحنفية وفيهما الرطب واليابس.

.السيد: عبد الجليل بن السيد: أحمد الحسيني الواسطي البلكرامي:

ولد ببلكرام – قصبة عظيمة بقرب قنوج وهي بلدة مشهورة مذكورة في القاموس – يرجع نسبه إلى علي العراقي من نسل زيد الشهيد.
كان علامة بارعا وكوكبا ساطعا مزج العلم بالطهارة وصاغ الزهد في الإمارة.
ولد في سنة 1071، بمحلته: ميدان فوره ونشأ بهذه المعمورة.
أخذ العلوم ولقي الجهابذة.
وسمع الحديث عن السيد: مبارك المحدث الواسطي الحسيني البلكرامي المتوفى سنة 1105، وهو أخذ عن الشيخ: نور الحق وهو عن أبيه الشيخ: عبد الحق.
وتأدب على الشيخ: غلام نقشبند اللكهنوي وتفنن في الفنون العالية – سيما التفسير والحديث والسير وأسماء الرجال وتاريخ العرب والعجم-.
وأما اللغة: فحسابها في بنانه وكان القاموس على لسانه.
وأما الأدب: فهو معدن جواهره ولجة عنابره كان عارفا بالعربية والفارسية والتركية والهندية وتكلم بالأربعة المذكورة في غاية الطلاقة وأنشأ في كل منها أشعارا في نهاية الرشاقة.
واجتمع بالسيد: علي معصوم – صاحب: سلافة العصر – بأورنك آباد فقال: ما رأيت لهذا السيد بالهند نظيرا لازم السلطان عالمكير فأعطاه عمل بخشيكري ووقائع نكاري – بلدة كجرات من بلاد فنجاب – ثم بلدة بكر وبلدة سيرستان – من: بلاد السند – فعمل فيها بالسيرة الحسنى وتقررت عليه هذه الأعمال في الطبقات التي بعد عالمكير وعاد في سنة 1126 من بكر إلى شاهجهان آباد ولازم السلطان: فرخ سير ثم استعفى عن الخدمات وفوض خدمته إلى ابنه السيد: محمد وأتى بلكرام فتتلمذ عليه حفيده: السيد آزاد ثم رجع بعد سنة إلى دهلي وأقام بها.
وتوفي في سنة 1138، ونقل جسده إلى بلكرام ودفن بها في: بستان محمود وخرج من التابوت سالما قال آزاد في تاريخ وفاته: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} وأيضا: {أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن}.
ومن تفرداته دليل هندسي على إبطال جزء لا يتجزأ ذكره في سبحة المرجان ومن أشعاره الفصيحة البليغة:
يا صاح لا تلم المتيم في الهوى ** هو عاشق لا ينثني عن خله

يأبى الدواء سقامه كعيونه ** فعلى الطبيعة يا معالج خله

حبيبي قوس حاجبه كنون ** وصاديد ابن مقلة شكل عينه

لعمري أنه نص جلي ** على أن الرماية حق عينه

ذكر له حفيده السيد: آزاد ترجمة حافلة في سرد آزاد وتسلية الفؤاد وغيرهما من مؤلفاته وذكر من أشعاره وفضائله شيئا كثيرا لا نطول بذكرها الكلام ونظم في مدحه قصائد عظاما منها: قصيدته المشهورة التي أولها:
أدرك عليلا لقاء منك يكفيه ** وطرفك الناعس الممراض يشفيه

.السيد: علي بن السيد: أحمد بن السيد: المعصوم الدشتكي.

هو من مشاهير الأدباء وصناديد الشعراء بيته بشيراز بيت العلم والفضل والمدرسة النظامية بها منسوبة إلى جدة مير: غياث الدين منصور والسيد اشتهر: بعلي المعصوم تزوج بأخت شاه عباس الثاني الصفوي وتوطن مكة المكرمة وولد له من بطنها السيد: أحمد نشأ بمكة واكتسب العلوم وفاق الأقران.
ثم إن مير: محمد سعيد المخاطب: بمير جملة وزير السلطان: عبد الله قطب شاه والي حيدر آباد من بلاد الدكن طلبه إلى حيدر آباد فزوج قطب شاه بنته بالسيد أحمد وما جاء له منها ولد وكان قد تزوج قبل خروجه من مكة إلى الدكن بمكة وتولد السيد: علي بالمدينة ولما مات قطب شاه وتملك أبو الحسن سعى في إتلاف أخلاف السيد أحمد فهرب السيد علي عن الأسر وجاء إلى السلطان عالمكير ببرهانبور فأعطاه منصب هزاري وبانصدي وثلاثمائة فارس كل واحد منهم صاحب فرسين ولقبه: بسيد علي خان.
ولما انتهض السلطان إلى أحمد نكركان السيد حارسا على أورنك آباد مدة ثم أخذ من السلطان حكومة ماهور – قلعة مشهورة من ديار برار – ثم استعفى عنها وأخذ ديواني برهانبور ثم رحل إلى الحرمين الشريفين وبغداد وسر من رأى وكربلاء ونجف وطوس ثم إلى أصفهان وأدرك السلطان: حسين الصفوي وذهب إلى شيراز وأقام بالمدرسة المنصورية وأفنى عمره في إفادة طلبة العلم.
وتوفي سنة 1117، ولم يكن في أصله من الهند وإنما دخل الهند وتوطن بها مدة طويلة.
له مصنفات منها: أنوار الربيع في أنواع البديع وسلافة العصر وشرح الصحيفة الكاملة.

.السيد: محمد بن السيد: عبد الجليل البلكرامي:

كان حافلا لأصناف العلوم وارثا لفضائل والده المرحوم ولد في سنة 1101، بمحروسة بلكرام تتلمذ على السيد: محمد الأترولوي وكان محررا لسوانح سلطان: فرخ سير ومتقلدا عمل بخشيكري – ببلدة بكر – وسيوستان له شعر حسن منه:
صنت عن عارضيه ناظرتي ** وتركت الهوى بلا ضنه

قال لي: لا ترد ريحانا ** إنه خارج من الجنه

وله: مختصر كتاب المستطرف ألفه في سنة 1155، وسماه: الجزء الأشرف من المستطرف وللسيد آزاد في مدحه قصائد أمجاد.
توفي سنة 1188، وله أيضا: تبصرة الناظرين بالفارسي في التاريخ.

.السيد: سعد الله السلوني.

هو العالم المجدد لقول: سلوني والإمام القائل: أنا طلاع الثنايا فاعرفوني.
ولد بسلون – قصبة من صوبة إله آباد – وهو سبط الشيخ: بير محمد السلوني – من مشاهير المشائخ – وفق في صغر سنه باكتساب العلوم وطوى مسافة التحصيل في زمان يسير وتربع على دست التدريس وأطلق اليراع في مسارح التأليف وحج وأقام برهة في أم القرى واعتقده أهل الحرمين الشريفين وتتلمذوا عليه وأخذوا عنه الطريقة.
منهم: الشيخ عبد الله البصري المكي – صاحب: ضياء الساري شرح صحيح البخاري ثم عاد إلى الهند وتزوج بالبندر المبارك سرة وصار مرجعا للأنام.
وتوفي بسرة في سنة 1038 الهجرية – رحمه الله تعالى.

.السيد: طفيل محمد بن السيد: شكر الله الحسيني الأترولوي البلكرامي:

كان فاضلا عارفا كاملا عالما بالعلوم الدرسية من العقلية والنقلية.
ولد بأترولي في سنة 1073 – قصبة من توابع: آكره – رحل مع عمه السيد: أحسن الله إلى دهلي وقرأ الدرس الأول من: ميزان الصرف على السيد: حسين الملقب: برسول نما ثم قرأ على عمه المذكور شرح الجامي وجاء إلى بلكرام طلبا للعلم وتتلمذ على السيد المربي المتوفى في سنة 1117، والحاج السيد: سعد الله المتوفي سنة 1119، تلميذ ملا: عبد الرحيم قاضي مراد آباد – من توابع شاهجهان آباد – وهو تتلمذ على عبد الحكيم السيالكوني وعلى القاضي: عليم الله الكجندوي المتوفى سنة 1115، والسيد: قطب الدين الشمس آبادي ثم أحيى العلوم سبعين عاما وكان رفيق السيد: عبد الجليل البلكرامي في سفر آكره ولم يتزوج.
توفي في سنة 1151 وله شعر حسن منه:
بهجتي غادة قالت لجارتها: ** شخص أراه خليعا فارغ البال

يحوم كل أوان حول مشربتي ** إني لأقتله في أسرع الحال

مدحه السيد آزاد بقصيدة بديعة أولها:
يا للأحبة ساروا في التباشير ** فاسود يومي كأحداق اليعافير

.الشيخ: نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي:

كان أوحد زمانه وفرد أوانه.
تتلمذ على ملا: أحمد السليماني وملا: فريد الدين الأحمد الآباديين.
وأخذ من كل فن حظا وافرا وقسطا متكاثرا وحج وعاد إلى أحمد آباد ولبس الخرقة عن السيد محبوب عالم الملقب: بشاه عالم الثاني وبنى مدرسة بها رفيعة وعكف على التدريس والتصنيف وتواليفه تزيد على: مائة وخمسين كتابا.
منها: تفسير مختصر والحاشية على البيضاوي ونور القاري شرح صحيح البخاري والحاشية القويمة على الحاشية القديمة وحاشية شرح المواقف وحل المعاقد حاشية شرح المقاصد وحاشية شرح المطالع وحاشية التلويح وحاشية العضدي والمعول حاشية المطول والحواشي على: شرح الوقاية وعلى شرح الجامي على الكافية وعلى المنهل والشمسية في المنطق وشرح تهذيب المنطق: وهو أدق تصانيفه والطريق الأمم شرح فصوص الحكم.
ولد بأحمد آباد في سنة 1064 وتوفي بها في سنة 1155، عن إحدى وتسعين سنة تاريخ وفاته أعظم الأقطاب.

.ملا: نظام الدين بن ملا: قطب الدين السهالوي.

كان فاضلا جيدا عارفا بالفنون الدرسية والعلوم العقلية والنقلية تتلمذ على الشيخ: غلام نقشبند اللكهنوي وأقام بلكهنؤ واشتغل بالتدريس والتأليف وانتهت إليه رياسة العلم في بورب بايع الشيخ: عبد الرزاق البانسوي المتوفى سنة 1136، وأخذ النصوص الكثيرة عن السيد: إسماعيل البلكرامي المتوفي سنة 1164.
قال السيد آزاد: اجتمعت به فوجدته على طريقة السلف الصالحين وكان يلمع من جبينه نور القدس.
توفي في سنة 1161.
ومن تصانيفه: حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الدين الشيرازي وشرح على مسلم الثبوت في أصول الفقه – رحمه الله تعالى.
مسند الوقت الشيخ الأجل: شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم المحدث الدهلوي.
له رسالة سماها: الجزء اللطيف في ترجمة العبد الضعيف ذكر فيها ترجمته بالفارسية مفصلة.
وحاصلها: أنه ولد يوم الأربعاء رابع شوال وقت طلوع الشمس في سنة 1110 الهجرية تاريخه عظيم الدين ورأى جماعة من الصلحاء – منهم: والده الماجد – مبشرات قبل ولادته وهي مذكورة في كتاب: القول الجلي في ذكر آثار الولي للشيخ: محمد عاشق بن عبيد الله البارهوي البهلتي المخاطب: بعلي واكتسب في صغر سنه الكتب الفارسية والمختصرات من العربية وشرع في قراءة شرح الجامي وهو ابن عشرة سنين وتزوج وهو ابن أربع عشرة سنة واستسعد ببيعة والده في الخامسة عشر من عمره واشتغل بأشغال المشائخ النقشبندية ولبس خرقة الصوفية وقرأ البيضاوي وأجيز بالدرس وفرغ من تحصيل العلم وقرأ طرفا من: المشكاة والصحيح للبخاري والشمائل للترمذي والمدارك.
ومن علم الفقه: شرح الوقاية والهداية بتمامها إلا طرفا يسيرا.
ومن أصول الفقه: الحسامي وطرفا صالحا من التوضيح والتلويح.
ومن المنطق: شرح الشمسية وقسطا من شرح المطالع.
ومن الكلام: شرح العقائد وجملة من الخيالي وشرح المواقف وقطعة من العوارف.
ومن الطب: موجز القانون.
ومن الحكمة: شرح هداية الحكمة.
ومن المعاني: المختصر والمطول وبعض الرسائل في الهيئة والحساب... إلى غير ذلك وبرع في هذه كلها وأجازه والده بأخذ البيعة ممن يريدها وقال: يده كيده.
ثم اشتغل بالدرس نحوا من اثنتي عشرة سنة وحصل له فتح عظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجا فوجا وخاض في بحار المذاهب الأربعة وأصول فقههم خوضا بليغا ونظر في الأحاديث التي هي متمسكاتهم في الأحكام وارتضى من بينها – بإمداد النور الغيبي – طريق الفقهاء المحدثين واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين فرحل إليهما في سنة 1143، وأقام هناك عامين كاملين وتتلمذ على الشيخ: أبي الطاهر المدني وغيره من مشائخ الحرمين وتوجه إلى المدينة المنورة واستفاض فيضا كثيرا وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة ثم عاد في سنة 1145 إلى الهند.
ومن نعم الله تعالى عليه: أن أولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقه والحديث وأسرار السنن ومصالح الأحكام وسائر ما جاء به – صلى الله عليه وسلم – من ربه – عز وجل – حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة والحجج وطهرها من قذى أمس المعقول وأعطي علم الإبداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول وعرض وعلم استعداد النفوس الإنسانية لجميعها وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق تشييدها بالكتاب والسنة وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول وفرق السنة السنية من البدعة الغير المرضية. انتهى.
وكانت وفاته في سنة 1176 الهجرية.
وله: مؤلفات جليلة ممتعة يجل تعدادها.
منها: فتح الرحمن في ترجمة القرآن والفوز الكبير في أصول التفسير والمسوى والمصفى في شروح الموطأ والقول الجميل والخير الكثير والانتباه والدر الثمين وكتاب: حجة الله البالغة وكتاب: إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء ورسائل التفهيمات وغير ذلك.
وقد ذكرت له ترجمة حافلة في كتابي: إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين وذكر له معاصرنا المرحوم: المولوي محمد محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتي – رحمه الله – ترجمة بليغة في رسالته: اليانع الجني وبالغ في الثناء عليه وأتى بعبارة نفيسة جدا وأطال في ذكر أحواله الأولى والأخرى وأطاب فإن شئت زيادة الاطلاع فارجع إليهما.
وقد طبع كتابه: الحجة لهذا العهد بمصر وكذا الإزالة بالهند بنفقة الشيخ الوزير: محمد جمال الدين خان – مدير مهمات الرياسة عافاه الله تعالى – وكان له أولاد صالحون: الشيخ عبد العزيز والشيخ رفيع الدين والشيخ عبد القادر والشيخ عبد الغني: والد الشيخ محمد إسماعيل الشهيد الدهلوي وكلهم كانوا علماء نجباء حكماء فقهاء كأسلافهم وأعمامهم كيف وهم من بيت العلم الشريف والنسب الفاروقي المنيف وقد آذن الزمان الآن بانصرام ذلك البيت وأهله – فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكان بيته في الهند بيت علم الدين وهم كانوا مشائخ الهند في العلوم النقلية بل والعقلية أصحاب الأعمال الصالحات وأرباب الفضائل الباقيات لم يعهد مثل علمهم بالدين علم بيت واحد من بيوت المسلمين في قطر من أقطار الهند وإن كان بعضهم قد عرف بعض علم المعقول وعد على غير بصيرة من الفحول ولكن لم يكن علم الحديث والتفسير والفقه والأصول وما يليها إلا في هذا البيت لا يختلف في ذلك مختلف من موافق ولا من مخالف إلا من أعماه الله عن الإنصاف ومسته العصبية والاعتساف وأين الثرى من الثريا والنبيذ من الحميا – والله يختص برحمته من يشاء-.
ولكل من أخلافه – رحمهم الله-: مؤلفات ممتعة نافعة: كفتح العزيز في التفسير والتحفة الإثنا عشرية في الرد على الروافض وسر الشهادتين وغيرها للشيخ: عبد العزيز الدهلوي.
ومثدمة العلم ورسالة العروض وكتاب: التكميل للشيخ: رفيع الدين.
وموضح القرآن للشيخ: عبد القادر.
ورسالة في أصول الفقه ورسالة في الإمامة ورد الإشراك للشيخ: محمد إسماعيل الدهلوي... إلى غير ذلك.
وهذه المصنفات: ممتعة نافعة متداولة بين الناس وفضائلهم شهيرة وهي متلقاة بالقبول من العلماء الأكياس.
لا يدرك الواصف المطري خصائصهم ** وإن لم يكن بالغافي كل ما وصفا

والشيخ: عبد العزيز عمري.
فاروقي في النسب وكان السلف من آبائه من حفدة السيد: ناصر الدين الشهيد وجده الأعلى: وجيه الدين الشهيد حفيد للسيد: نور الجبار المشهدي ونسبه يتصل بالإمام موسى الكاظم.
ولد عام تسعة وخمسين ومائة وألف دل عليه لقبه: غلام حليم قال صاحب: اليانع الجني: ومنها كتابه: بستان المحدثين جمع فيه علوم الحديث مهذبة واختصرها منقحة غير أني لم أقف عليها بعد. انتهى.
قلت: ليس فيه علوم الحديث بل فهرس كتبها وتراجم بعض أهلها على غير ترتيب وتهذيب وقد أدرجته في مطاوي كتابي: إتحاف النبلاء فليراجعه.
ومن أصحاب الشيخ عبد العزيز:
أخوه: عبد القادر.
كان عالما زاهدا فاضلا عابدا ذا ورع في الدين وله وجه – وأي وجه – بين المتقين صادق الفراسة حسن التوسم أخذ عنه جماعة أجلهم: الشيخ أبو العلاء فضل الحق العمري الخير آبادي أحذق الناضرة والأدباء في زمانه.
قال في اليانع الجني: حدثنا هو بذلك وسمعته غير مرة يثني عليه ويحكي لنا من كراماته. انتهى.
ومنهم:
أخوه: الشيخ رفيع الدين.
المحقق المتقن كانت له خبرة بعلوم الأوائل وله مؤلفات جيدة يكثر فيها من رموز خفية يعسر الاطلاع عليها ويجمع مسائل كثيرة في كلمات يسيرة وكتابه: دمغ الباطل في بعض المسائل الغامضة من علم الحقائق معروف أثنى عليه به أهلها وله: مختصر جامع بين فيه سريان الحب في الأشياء كلها وأوضح للناس أطواره يسمى: أسرار المحبة ومن أجل تلاميذه: سيدي الوالد الماجد العلامة: حسن بن علي بن لطف الله المحدث الحسيني القنوجي البخاري – قدس سره – واستنتج من رسائله كتبا كثيرة بيده الشريفة أوان طلب العلم بدهلي منها:
كتاب: التكميل ورسالة العروض والقافية ورسالة مقدمة العلم وغير ذلك.
ثم إن الأخوين توفيا قبل الشيخ: عبد العزيز وكذا أخوهما: عبد الغني أبو إسماعيل الشهيد.
ومن أصحابه أيضا ختنه: